مرحباً بأصدقائي الأعزاء ومتابعي الأوفياء في كل مكان! أتمنى أن تكونوا بألف خير. كلنا نحب السفر واكتشاف ثقافات جديدة، أليس كذلك؟ ومن بين التجارب الفريدة التي لا تُنسى، والتي لا يزال صداها يرن في ذاكرتي، تأتي زيارة الحانات الأيرلندية في المقدمة.
عندما تطأ قدماك عتبة إحدى هذه الحانات، ستشعر وكأنك دخلت عالماً آخر تماماً، عالماً مليئاً بالدفء، الضحكات الصادقة، والموسيقى التي تُعزف بالروح قبل الأيدي.
لقد زرت أيرلندا بنفسي، وصدقوني، الأجواء هناك لا مثيل لها؛ إنها ليست مجرد أماكن لتناول المشروبات، بل هي قلب المجتمع الأيرلندي النابض، حيث تتلاقى القصص، وتُصنع الصداقات، وتُعزف ألحان تراثهم العريق.
ولكن، هل تعلمون أن لهذه الأماكن سحرها الخاص الذي يتطلب منا بعض الإلمام بآدابها وتقاليدها لكي نستمتع بالتجربة كاملة؟ هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي قد تفرق بين أن تكون مجرد زائر عابر، أو أن تصبح جزءاً حقيقياً من هذا النسيج الاجتماعي الرائع.
في السطور القادمة، سأشارككم خلاصة تجربتي وأدق التفاصيل لكي تصبحوا خبراء في ثقافة الحانات الأيرلندية وآداب السهر فيها. دعونا نستكشف هذا العالم المثير معًا!
ترحيب حار: قلب الحانة الأيرلندية النابض
أجواء لا تُنسى تتجاوز مجرد المشروبات
يا أصدقائي، بمجرد أن تخطو قدمك داخل حانة أيرلندية، ستشعر فوراً وكأنك عدت للمنزل، حتى لو كنت تزور أيرلندا للمرة الأولى في حياتك! صدقوني، هذا ما شعرت به تماماً عندما زرت دبلن للمرة الأولى.
الأمر يتعدى مجرد مكان لتناول كوب من البيرة؛ إنها مساحة دافئة ومرحبة حيث تتلاشى حواجز الغرباء بسرعة البرق. أذكر أنني كنت جالساً في حانة صغيرة بمدينة غالواي، وفجأة وجدت نفسي جزءاً من محادثة حماسية مع رجلين مسنين عن أحوال الطقس وأجمل الأماكن في المنطقة.
كانت لحظة ساحرة، شعرت فيها بانتماء حقيقي، وكأنني أعرفهم منذ سنوات. الحانات هنا ليست مجرد أعمال تجارية، بل هي امتداد لبيوت الأيرلنديين، تجمعهم مع أصدقائهم وعائلاتهم.
ستلاحظون وجود أطفال في بعض الحانات خلال النهار، وهذا أمر طبيعي جداً هنا، لأنهم يعتبرونها جزءاً من النسيج الاجتماعي للمجتمع بأكمله. الجو العام مريح جداً، والناس يرتدون ملابس غير رسمية على الإطلاق، لذا لا داعي للقلق بشأن الأناقة المبالغ فيها.
كل ما يهم هو أن تكون على طبيعتك وتستمتع باللحظة.
كيف تندمج كأنك أحد أهل الدار
للانغماس في هذه الأجواء، السر يكمن في البساطة والتفاعل. لا تتردد في بدء محادثة مع من يجلس بجانبك على البار، الأيرلنديون شعب ودود ويحبون “الدردشة” (وهي الكلمة التي يستخدمونها للحديث الودي والمرح).
لقد جربت ذلك بنفسي في حانة “ذا كابليستون” في دبلن؛ بدأت الحديث بسؤال بسيط عن الموسيقى التي تعزف، وانتهى بي الأمر بمعرفة الكثير عن تاريخ الحانة والمنطقة.
عادة ما تكون المواضيع الأكثر أماناً للبدء هي الطقس أو السفر. ابتعد عن المواضيع الحساسة مثل السياسة أو الدين قدر الإمكان، خاصة في بدايات التعارف. لاحظت أنهم يقدرون جداً من يستمع باهتمام ويشاركهم ضحكاتهم وقصصهم.
وإذا رأيت مقعداً فارغاً، من اللباقة أن تسأل المحيطين به إن كان مشغولاً، فربما صاحبه ذهب لدورة المياه وسيعود. إذا رأيت كوباً مغطى بغطاء بيرة أو منديل، فهذا يعني أن صاحبه سيعود قريباً، فلا تجلس مكانه.
هذه التفاصيل الصغيرة تظهر احترامك لثقافتهم وتجعل تجربتك أكثر أصالة ومتعة.
فن الطلب والمشروبات الأيرلندية الأصيلة
تذوق تراث أيرلندا في كل قطرة
عندما يتعلق الأمر بطلب المشروبات في الحانات الأيرلندية، الأمر فيه لمسة فنية خاصة. أولاً، تذكر دائماً أن تذهب إلى البار لتطلب بنفسك؛ خدمة الطاولات ليست شائعة إلا في أماكن معينة أو إذا كنت تتناول الطعام.
في رحلتي الأخيرة، وجدت نفسي أقف أمام البار أحاول لفت انتباه النادل في حانة مزدحمة بدبلن، وقد تعلمت أن الصبر هو مفتاح النجاح هنا! لا تقفز أمام الناس أو تصرخ، فقط انتظر دورك بهدوء.
الأيرلنديون يلاحظون الترتيب حتى لو لم يكن هناك طابور واضح. وأول مشروب يتبادر لذهني هو طبعاً “غينيس”. صدقوني، طعم الغينيس في أيرلندا يختلف تماماً عن أي مكان آخر في العالم.
هناك طقوس خاصة لسكب “البنت” المثالي، وتستغرق حوالي 119.5 ثانية حتى تستقر الرغوة بشكل مثالي. لا تستعجل النادل أبداً، فهذا يعتبر قلة ذوق. إذا كنت تجد حجم “البنت” كبيراً، يمكنك طلب “كوب من الغينيس” (a glass of Guinness)، وهو ما يعادل نصف لتر تقريباً، وهذا يساعدك على مواكبة الرفاق دون الإفراط في الشرب.
ماذا تختار غير الغينيس؟
لكن أيرلندا ليست فقط غينيس، هناك عالم كامل من المشروبات الرائعة التي تستحق التجربة. جربت بنفسي الويسكي الأيرلندي، وكان “جيمسون” و”تولامور دي إي دبليو” من مفضلاتي.
طعمهما سلس وحلو قليلاً، ويليق جداً مع الأجواء الباردة. السايدر الأيرلندي، مثل “بلمرز” (Bulmers) أو “ماغنرز” (Magners)، منعش جداً ويُقدم عادة مع الثلج., ولمحبي القهوة، لا تفوتوا “القهوة الأيرلندية” (Irish Coffee)؛ قهوة مع الويسكي وقليل من الكريمة المخفوقة والسكر، مثالية لأمسيات الشتاء الباردة بعد يوم طويل من الاستكشاف.
| المشروب | الوصف | نصيحة شخصية |
|---|---|---|
| غينيس (Guinness) | بيرة ستاوت داكنة وكريمية، رمز أيرلندا. تُقدم برغوة كثيفة. | تذوقوها ببطء واستمتعوا بالرغوة الغنية، لا تستعجلوا النادل أبداً. |
| الويسكي الأيرلندي (Irish Whiskey) | مشروب روحي سلس ومميز، أشهر أنواعه جيمسون وبوشميلز. | مثالي للاستمتاع به لوحده أو في قهوة أيرلندية دافئة. |
| السايدر الأيرلندي (Irish Cider) | مشروب تفاح مخمر ومنعش، مثل بلمرز أو ماغنرز. | أطلبوه مع الثلج، رائع في الأيام الدافئة أو كبديل أخف. |
| القهوة الأيرلندية (Irish Coffee) | قهوة ساخنة مع الويسكي والكريمة المخفوقة. | لمسة ساحرة لإنهاء أمسية باردة، طعمها يدفئ الروح. |
أصول شراء “جولة المشروبات” وفن المشاركة
تقليد “الجولة” الأيرلندي: كيف تشارك بذكاء
هذا هو أحد أهم الجوانب في ثقافة الحانات الأيرلندية، وقد اكتشفته بنفسي بعد بضع زيارات. عندما تخرج مع مجموعة من الأصدقاء، أو حتى معارف جدد، فمن الشائع جداً أن يقوم كل شخص بشراء “جولة” من المشروبات للجميع., وهذا يعني أن شخصاً واحداً يذهب إلى البار ويشتري مشروبات لكل فرد في المجموعة، ثم يأتي دور الشخص التالي لشراء الجولة التالية، وهكذا.
تذكرونني في إحدى الليالي، كنت مع مجموعة كبيرة من السياح والأيرلنديين في حانة مزدحمة، وكنت أخشى أن أنسى دوري، لكنهم كانوا ودودين جداً وساعدوني على فهم النظام.
من المهم جداً أن تشارك في هذه الجولات، لأن عدم المشاركة قد يُعتبر وقاحة أو عدم اكتراث., وإذا كنت لا تنوي البقاء لوقت طويل، أو إذا كانت ميزانيتك لا تسمح بشراء جولة كاملة، فمن اللباقة أن تُخبر مجموعتك بذلك مسبقاً.
لا تنتظر حتى يأتي دورك ثم تتراجع، فهذا يمكن أن يُفهم بشكل خاطئ.
خياراتك كغير شارب الكحول
وإذا كنت لا تشرب الكحول، فلا تقلق أبداً! لا تزال بإمكانك المشاركة في الجولات. ببساطة، اطلب مشروباً غير كحولي يكون سعره مشابهاً لسعر مشروبات الآخرين.
هناك خيارات ممتازة الآن، حتى أن بعض الحانات بدأت بتقديم “غينيس” بدون كحول. هذه اللفتة تظهر أنك جزء من المجموعة وتشارك في الأجواء الاجتماعية. خلال إقامتي، رأيت الكثير من الأيرلنديين يطلبون مشروبات غازية أو مياه غازية كجزء من الجولات، وهذا أمر طبيعي تماماً.
الأهم هو التواجد والمشاركة في الروح الاجتماعية. تذكر أن الهدف من “الجولات” هو تعزيز الترابط والمرح الجماعي، وليس بالضرورة استهلاك الكحول.
موسيقى الأرواح: حين تعزف الألحان التقليدية في الحانة
سحر الموسيقى الأيرلندية الحية
ما أن تدخل حانة أيرلندية، حتى تلامس روحك تلك الأجواء الموسيقية الساحرة. الموسيقى التقليدية الأيرلندية جزء لا يتجزأ من تجربة الحانة، وهي ما تمنح المكان روحه الحقيقية.,, أذكر أول مرة سمعت فيها فرقة تعزف “الفيولين” و”الويسل” و”الغيتار البودران” في حانة صغيرة في “تيمبل بار” بدبلن.
كانت الأجواء كهربائية! الكل كان يصفق ويغني، والبعض حتى كان يرقص. شعرت وكأن قلبي يرقص معهم.
هذه الجلسات الموسيقية، والتي تُعرف أحياناً بـ “سيشينز” (sessions)، غالبًا ما تكون عفوية؛ قد تجد عازفين محليين يجلبون آلاتهم ويبدأون في العزف، وسرعان ما ينضم إليهم آخرون.
هذا هو السحر الحقيقي، أن ترى كيف تتلاقى المواهب وتصنع لحظات لا تُنسى.
احترام الأداء وفن الاستمتاع
عندما تكون هناك موسيقى حية، من المهم جداً أن تُظهر احترامك للفنانين. يمكنك طبعاً الاستمرار في محادثاتك مع رفاقك، لكن بحدود وبصوت منخفض، لكي لا تزعج الآخرين أو تشتت انتباه الموسيقيين., الجو العام في الحانات الأيرلندية يشجع على التفاعل مع الموسيقى، لذا لا تتردد في التصفيق بين الأغاني أو حتى الغناء إذا كنت تعرف الكلمات.
هذه اللحظات الجماعية هي ما تبقى في الذاكرة. الموسيقى الأيرلندية تحمل في طياتها قصصاً وحكايات من عمق التراث، وأنا شخصياً أجدها تلامس الروح وتجعلك تشعر وكأنك جزء من هذا التاريخ العريق.
لا تفوتوا فرصة الاستماع إلى “الكيينز” (keens) وهي الأغاني الحزينة، و”الجيغز” (jigs) وهي الألحان الأكثر حيوية وسرعة.
نكهات من قلب أيرلندا: مأكولات الحانة الشهية
أطباق تُدفئ الروح وتُشبع الجوع
بعد كل هذا الاستمتاع بالمشروبات والموسيقى، لا بد أنك ستشعر بالجوع! وهذا هو المكان الذي تتألق فيه الحانات الأيرلندية بتقديمها لمأكولات شهية تُعد جزءاً لا يتجزأ من التجربة.
في الماضي، كانت مأكولات الحانات بسيطة، لكن الآن، تطورت كثيراً وأصبحت تقدم أطباقاً ذات جودة عالية. عندما زرت أيرلندا، كنت أحرص على تجربة الأطباق التقليدية، وصدقوني، لم أندم قط.
الحساء الأيرلندي (Irish Stew) هو الطبق الأكثر شهرة، وهو عبارة عن يخنة غنية باللحم (عادة لحم الضأن أو البقر) مع البطاطس والبصل والجزر., إنه طبق مثالي لتدفئة الأجواء في يوم بارد، ويُقدم غالباً مع خبز الصودا اللذيذ.
ماذا تأكل مع كوبك المفضل؟
من الأطباق الأخرى التي أحببتها حقاً هو “السمك والبطاطس المقلية” (Fish and Chips). السمك الطازج المغطى بطبقة مقرمشة والبطاطس الذهبية، يا له من مزيج رائع!
يُقدم عادة مع خل التفاح، وهو لذيذ جداً خاصة إذا كنت تجلس بالقرب من الساحل. كما يجب أن تجربوا “لحم الخنزير المقدد والملفوف” (Bacon and Cabbage)، وهو طبق بسيط لكنه غني بالنكهة، ويُقدم مع البطاطس., هذا الطبق يُعد من الأكلات التقليدية في عيد القديس باتريك، لكنه متاح طوال العام.
الحانات الأيرلندية توفر أيضاً خيارات متنوعة من المقبلات والوجبات الخفيفة التي تتناسب تماماً مع مشروباتك، مثل الناتشوز بالجبن أو أطباق البطاطس المحشوة.
جربت في إحدى الحانات طبقاً محلياً من المحار الطازج مع كوب من الغينيس في غالواي، وكانت تجربة لا تُنسى فعلاً.,
همسات ودية وقواعد غير مكتوبة: كيف تندمج كالمحليين
اللباقة الأيرلندية في التعامل
كل ثقافة لها “رموزها السرية” وقواعدها غير المكتوبة، وأيرلندا ليست استثناءً. لكي تندمج حقاً وتشعر وكأنك واحد منهم، هناك بعض اللمسات الصغيرة التي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً.
الأيرلنديون شعب لبق وودود للغاية. أذكر في إحدى المرات، كنت أقف عند البار ولم أكن متأكداً من دوري، فجاء شخص ودود ونبهني بلطف قائلاً: “أعتقد أن دورك الآن، يا صديقي!”.
هذه اللباقة في التعامل هي جزء من شخصيتهم. عند التحية، عادة ما يكتفون بالمصافحة باليد والابتسامة، خاصة عند التعارف الأول., ومع الأصدقاء المقربين، قد تجد العناق والقبلات على الخدين أكثر شيوعاً.
المزاح الودي و”السلاج” الأيرلندي
شيء آخر قد يُدهشك في البداية هو “السلاج” (Slagging)., وهي طريقة الأيرلنديين في المزاح الودي أو السخرية الخفيفة من بعضهم البعض. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي أبداً!
بل على العكس، كلما مازحوك أكثر، فهذا يعني أنهم أحبوك ويشعرون بالراحة تجاهك. أذكر عندما علق أحدهم على لهجتي العربية بطرافة، شعرت في البداية بالدهشة، لكن سرعان ما فهمت أنها طريقة ودية للتقرب مني.
الأيرلنديون يمزحون كثيراً عن أنفسهم أيضاً، لذا فهي جزء من ثقافتهم. كما أنهم شعب كثير الكلام ويحبون “الدردشة”، فكن مستعداً لمحادثات عفوية مع الغرباء عن الطقس أو وجهات السفر., الاحترام المتبادل وروح الدعابة هي مفتاح التفاعل هنا.
تذكرات وابتسامات: اختتام ليلة أيرلندية لا تُنسى
متى وكيف تُنهي أمسيتك بسلام
كل ليلة جميلة لا بد أن تنتهي، وفي الحانة الأيرلندية، هناك أيضاً بعض الآداب لإنهاء الأمسية بسلام وترك انطباع جيد. عادة ما تكون الحانات الأيرلندية أماكن لقضاء ساعات طويلة من التحدث والاستمتاع، لذا لا تشعر بالضغط للمغادرة بسرعة.
لكن عندما يحين وقت الرحيل، من الجيد أن تُنهي جولتك من المشروبات بلطف، وتُخبر من حولك بأنك ستغادر. الوداع يكون قصيراً وودياً عادة، مع تمنيات بـ “ليلة سعيدة” أو “إلى اللقاء قريباً”.
لا تبالغ في الوداعيات الطويلة، فالأجواء هنا عملية وودية في نفس الوقت.
الإكراميات والامتنان: لمسة أخيرة
فيما يخص الإكراميات، الأمر مختلف قليلاً عن بعض البلدان. الإكرامية في الحانات الأيرلندية ليست إلزامية وليست متوقعة بنفس القدر، لكنها بالتأكيد محل تقدير كبير، خاصة إذا تلقيت خدمة ممتازة.,,, إذا كنت تتناول الطعام في الحانة، فترك 10-15% من الفاتورة كإكرامية يعتبر مناسباً., أما إذا كنت تطلب مشروبات فقط من البار، فيمكنك ببساطة تقريب الفاتورة لأقرب يورو كعلامة تقدير للنادل.
أذكر أنني تركت إكرامية بسيطة بعد أن ساعدني نادل في اختيار ويسكي رائع وشرح لي قصته؛ شعرت أنها لفتة بسيطة تعبر عن امتناني. تذكروا، الأيرلنديون يقدرون اللفتات الصادقة والود، وهذا هو جوهر تجربتكم في حاناتهم.
في الختام
يا أصدقائي، بعد كل هذه الجولات والضحكات والقصص التي شاركناها عن الحانات الأيرلندية، أتمنى أن تكونوا قد شعرتم معي بنفس الدفء والمتعة. الحانة الأيرلندية ليست مجرد مكان لتناول مشروب، بل هي قلب الثقافة الأيرلندية النابض، حيث تتلاشى الغربة وتزدهر الصداقات. شخصياً، كلما زرت حانة أيرلندية، شعرت وكأنني أجد قطعة من روحي هناك، مكان يرحب بك بذراعين مفتوحتين لتكون جزءاً من قصته.
هذا المكان الساحر يحمل في طياته الكثير من الأسرار واللحظات التي لا تُنسى، من نكهة الغينيس الفريدة إلى أصداء الموسيقى التقليدية التي تُدفئ الروح. أنا متأكد أن تجربتكم ستكون مليئة بالمتعة والذكريات الجميلة، وستكتشفون بنفسكم لماذا يحب الأيرلنديون حاناتهم لهذه الدرجة. لذا، عندما تسنح لكم الفرصة، لا تترددوا في الانغماس في هذه الأجواء الرائعة، فكل زيارة هي مغامرة جديدة بحد ذاتها!
نصائح مفيدة قد تهمك
1. لا تستعجل النادل عند طلب الغينيس: تذكر أن سكب البنت المثالي يستغرق وقتاً، فلا تضغط على النادل أبداً، فهذا جزء من الطقوس الأيرلندية الأصيلة ويُظهر احترامك للعملية.
2. شارك في “الجولات” باهتمام: إذا كنت مع مجموعة، فمن الأدب الشائع أن يشتري كل شخص “جولة” مشروبات للجميع. وإن كنت لا تشرب الكحول، اطلب مشروباً غير كحولي بسعر مقارب لتظل جزءاً من المجموعة.
3. تفاعل مع السكان المحليين بابتسامة: الأيرلنديون شعب ودود ومحب للحديث، فلا تتردد في بدء محادثة عن الطقس أو السفر. وتقبل “السلاج” (المزاح الودي) بروح رياضية، فهو دليل على أنهم قد تقبلوك كواحد منهم.
4. استمتع بالموسيقى التقليدية بحس فني: عندما تعزف الموسيقى الحية، استمع باهتمام وصفق بين الأغاني. لا ترفع صوتك كثيراً أثناء المحادثات احتراماً للموسيقيين وللأجواء العامة الساحرة.
5. جرب المأكولات التقليدية للحانة: لا تكتفِ بالمشروبات، فالحانات الأيرلندية تقدم أطباقاً شهية مثل الحساء الأيرلندي أو السمك والبطاطس المقلية. هذه الأطباق ستُكمل تجربتك وتُدفئ روحك.
خلاصة القول
تذكروا دائماً أن الحانة الأيرلندية هي أكثر من مجرد مكان، إنها تجربة اجتماعية وثقافية غنية. من اللحظة التي تخطو فيها عتبتها، ستشعر بالترحيب والدفء. الأجواء ودية ومرحبة، والموسيقى تُلامس الروح، والطعام يُدفئ القلب. لتستمتعوا بأقصى درجة، اندمجوا مع السكان المحليين، جربوا المشروبات والأطباق الأصيلة، ولا تنسوا فن “الجولات”. والأهم من كل ذلك، استمتعوا بكل لحظة، فالحانات الأيرلندية هي كنوز من القصص والضحكات والذكريات التي لا تُنسى.
الأسئلة الشائعة (FAQ) 📖
س: ما هي أهم آداب السلوك التي يجب أن أعرفها عند زيارة حانة أيرلندية لأول مرة؟
ج: يا أصدقائي، من خلال زياراتي المتعددة، اكتشفت أن الحانات الأيرلندية تتميز ببساطتها وحميميتها، وهذا ينعكس على آدابها. أولاً وقبل كل شيء، لا تتوقع خدمة طاولة فاخرة كما في بعض المطاعم.
في معظم الأحيان، عليك أن تذهب بنفسك إلى البار لطلب مشروبك أو طعامك. هذا ليس بخلاً، بل هو جزء من التجربة التفاعلية التي تجعلك أقرب إلى الساقي وإلى الآخرين.
ثانياً، ثقافة “شراء الجولة” منتشرة جداً. إذا كنت مع مجموعة من الأصدقاء، فمن المتوقع أن يقوم كل شخص بدوره بشراء جولة مشروبات للجميع. لا تشعر بالحرج من السؤال عما إذا كان دورك قد حان.
إنها طريقة رائعة لإظهار الكرم وبناء الصداقات. وأخيراً، كن ودوداً ومتحاوراً! الأيرلنديون شعب مضياف يحبون الدردشة، ولا تتردد في بدء محادثة مع شخص بجانبك.
لقد جربت هذا بنفسي، ووجدت أن الناس هناك منفتحون للغاية ويرحبون بالغرباء كأنهم أصدقاء قدامى، وهذا ما يجعل الأجواء دافئة ومميزة حقاً.
س: ما الذي يميز المشروبات والأطعمة التقليدية التي يمكنني تجربتها في الحانات الأيرلندية؟
ج: عندما يتعلق الأمر بالمشروبات، فصدقوني، لا يمكن الحديث عن حانة أيرلندية دون ذكر “غينيس” الشهيرة! إنها ليست مجرد بيرة سوداء، بل هي تجربة كاملة، من رغوتها الكريمية إلى نكهتها الغنية المميزة.
أنا شخصياً أعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الأيرلندية. ولكن لا تتوقفوا هنا، فهناك أيضاً البيرة الأيرلندية المحلية مثل “ميرفيز” و”كيلكيني”، بالإضافة إلى تشكيلة واسعة من الويسكي الأيرلندي الفاخر.
كل واحد منها يحكي قصة وتراثاً عريقاً. أما بالنسبة للطعام، فالحانات الأيرلندية تقدم عادةً أطباقاً دسمة ومريحة تُعرف باسم “طعام الحانات” (Pub Grub). جربوا حساء لحم البقر الأيرلندي (Irish Stew) الذي يدفئ الروح، أو طبق السمك والبطاطا (Fish and Chips) المقرمش.
لقد تذوقت هذه الأطباق خلال رحلتي، وكانت ببساطة شهية وتتناسب تماماً مع الأجواء الدافئة والمشروبات المميزة. إنها وجبات حقيقية تشبع وتمنحك طاقة لاستكمال السهرة الممتعة.
س: كيف يمكنني الاستمتاع بالأجواء والموسيقى الأيرلندية في الحانات بشكل كامل، وهل هناك أوقات معينة أفضل للزيارة؟
ج: يا لكم من سؤال رائع! الاستمتاع الحقيقي بالحانات الأيرلندية يكمن في الانغماس في أجوائها. الموسيقى الأيرلندية التقليدية، أو ما يسمونه “Traditional Irish Music” (Trad Sessions)، هي روح هذه الأماكن.
في العديد من الحانات، ستجدون فرقاً صغيرة تعزف مباشرة، وقد تجدون حتى عازفين ينضمون بشكل عفوي. أنصحكم بالبحث عن الحانات التي تقدم هذه الجلسات الموسيقية، لأنها تجربة لا تُنسى.
لا تترددوا في التصفيق، وربما حتى الغناء معهم إذا كنتم تعرفون الكلمات! أما عن أفضل الأوقات للزيارة، فمن تجربتي، الأمسيات المتأخرة، خاصةً في نهاية الأسبوع (الخميس، الجمعة، والسبت)، هي الأوقات التي تكون فيها الحانات في أوج حيويتها ونشاطها.
هذا هو الوقت الذي تمتلئ فيه الحانات بالناس، وتتعالى فيه الضحكات، وتشتعل فيه الموسيقى. خلال النهار، قد تجدون الأجواء أكثر هدوءاً، وهي فرصة جيدة لتذوق الطعام أو الاستمتاع بحديث هادئ.
لكن إذا كنتم تبحثون عن الروح النابضة للحانات الأيرلندية، فتوجهوا إليها في ساعات الليل المتأخرة لتشهدوا السحر الحقيقي بأنفسكم!
